كورونا والمدارس

كيف أضعفت الجائحة النظام التعليمي ووسّعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء؟

فاجأت جائحة (كورونا) النظام التعليمي في ألمانيا وفي العالم بأسره على حين غرة. ومن أجل حماية الأطفال لاسيما في المدارس من آثار هذا الوباء المعدي، اضطرت السلطات الألمانية المختصة إلى رقمنة نظاميها المدرسي و التعليمي بسرعة قياسية و ذلك في إطار ما بات يعرف ب” التعليم عن بعد”. ورغم هذه الجهود، تفاوتت وتيرة و سرعة رقمنة النظام التعليمي وحجم المساواة بين منطقة وأخرى ومدرسة وأخرى. ولم يفاجئ الوباء النظام التعليمي فحسب، بل أيضا التلاميذ وأولياء الأمور وأعضاء هيئات التدريس الذين تعرضوا لضغوطات مفرطة نجمت في كثير من الأحيان عن المشاكل التي سببها الوباء.

هذه الآثار على نظام التعليم والتلاميذ لخصتها دراسة علمية كشفت ضعف أداء “التعليم عن بعد”:

تشير الدراسة التي أشرف عليها باحثون من جامعة (غوته) في فرانكفورت وقاموا من خلالها بتحليل بيانات من جميع أنحاء العالم، تشير إلى وضع محبط. فقد تبين لهؤلاء الباحثين أن التعليم الرقمي أو “التعليم عن بعد” وصل مستواه إلى مستوى التعليم المدرسي أثناء العطل الصيفية. وتوصل الباحثون والعلماء إلى هذا الاستنتاج من خلال إجراء مسح بحثي لبيانات موثوقة ومتعددة الأوجه. 

هنا يشير أحد الباحثين الذين أشرفوا على هذه الدراسة وهو أندرياس فراي الذي يعمل في نفس الجامعة المذكورة إلى أن آثار “التعليم عن بعد” لم تقتصر على انخفاض مستوى النجاحات أو التعليم، بل شملت أيضا اتساع الفجوة التعليمية بين أطفال من أسر ذات دخل منخفض من جهة وآخرين من عائلات ذات دخل مرتفع، وذلك على حساب الأطفال من الأسر الفقيرة. وقال فراي إن النتائج التي توصلت إليها الدراسة من خلال بيانات علمية تثبت صحة ادعاءات سابقة كانت تشير إلى أن الفجوة في النظام التعليمي بين الفقراء والأغنياء واسعة.

نتائج مماثلة توصلت إليها كذلك دراسة أجرتها (الجامعة التقنية)في مدينة دورتموند وجامعة (ماربورغ) في أبريل من عام 2021. الدراستان توصلتا لنتيجة مفادها: جائحة (كورونا) وكل ما ترتب عليها كان سببا في اضعاف التعليم و في جعل الأطفال من الأسر ذات الدخل المنخفض أكثر تضررا.

ورغم ذلك، نريد أن نقدم لك في الموضوع التالي بعض النصائح لكي تكون قادرا على تحفيز أطفالك على “التعليم عن بعد

 

نصائح تجعلك قادرا على تحفيز أطفالك على “التعلم عن بعد”؟

 

تفشي وباء (كورونا) كان سببا في توقف التعليم و في عدم استفادة كثير من الأطفال و الشباب من الفرص التعليمية والتدريبية بشكل صحيح. ورغم ذلك، يعد استمرار التعليم والتدريب لهذه الفئات العمرية أمرا ضرورياً. وفي وقت كان فيه التلاميذ منقطعين عن المدرسة، اضطر بعض الأهالي إلى العمل من المنزل بينما لجأ التلاميذ مع مدارسهم إلى “التعلم عن بعد”. من هنا، نريد أن نقدم لك بعض الحيل التي تساعدك على جعل العمل و التعليم في المنزل أكثر فعالية.

بداية، يجب القول إن بدء العديد من الأطفال و الشباب التعليم المنزلي لسد الفجوة التي ترتبت عن انقطاعهم عن المدرسة سيحدث في المستقبل بشكل أو بآخر بعض التغييرات على حياتنا. ومن، هنا ننصحك بالقيام بالخطوات التالية:

ـ حدد لأطفالك وقتا معينا في اليوم للاهتمام والتركيز على الدروس.

ـ تأكد من إعطاء أطفالك الأولوية للدروس والمواد التعليمية التي تهمهم أكثر.

ـ طالب أطفالك بتقسيم المواضيع إلى عناوين فرعية وتناولها واحدا تلو الآخر.

ـ اجعل الموارد التي يحتاجها أطفالك للدراسة (صفحات إنترنت وكتب وموارد أخرى مفيدة)، اجعلها في متناول أيديهم.

ـ ضرورة العمل وفق نظام وانضباط معين. تماماً كما هو الحال في التعليم العادي في المدراس أي التعليم وجهاً لوجه. الترتيب و الانضباط أمران مهمان جدا في هذه الفترة.

ـ عليك أن تعرف أن العمل المكثف، أي المبالغ فيه كما الركود المفرط يقلل من الكفاءة. من هنا، عليك ضبط الوقت وفق قدراتك وإرادتك.

ـ خصص لأطفالك ساعات يومية معينة للعمل.

ـ وفر لهم الظروف اللازمة للانخراط في أنشطة من شأنها أن تريح عقلهم خارج إطار ساعات العمل و التعليم. ادفعهم لممارسة الرياضة والمشي لمسافات طويلة والالتقاء مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة.

ـ لا تجعلهم يقضون وقتهم في الإنترنت أو ينشغلون بهواتفهم المحمولة. فالإفراط في استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر يؤدي إلى الإرهاق الذهني وتقليل الرغبة في التعلم.

ـ قراءة الكتب المختلفة إلى جانب الكتب المدرسية.

ـ لا تجعلهم يضيعون وقتهم في قراءة المنشورات غير الضرورية على وسائل التواصل الاجتماعي.

ـ شجعهم على البحث عن طرق العمل الخاصة . على سبيل المثال،يتعلم بعض التلاميذ بشكل أفضل من خلال الكتابة أو تدوين الملاحظات، فيما يتعلم البعض الآخر من خلال الرؤية و السمع أومن خلال جميع هذه الأساليب مجتمعة. إذا، اكتشف أسلوب أطفالك الخاص للتعلم.

ـ حفزهم على تكرار ما تعلموه. صحيح أن هذه الطريقة قد تبدو للوهلة الأولى مملة، إلا أنها تعزز قدراتهم التعليمية.

ـ عليك التنويع في الدروس لتشمل دراسة القضايا الاجتماعية وفي نفس الوقت مواد تعليمية أخرى كالرياضيات والفيزياء. لأن الدراسة المستمرة لأحد هذه المواضيع يمكن أن تشعر أطفالك بالملل. 

 

عشر نصائح للتلاميذ وأهاليهم من أجل إتقان وإنجاح مهمة “التعليم عن بعد”

 

1. حدّد لأطفالك قواعد تعليمية معينة و أوقاتاً ثابتة للدراسة.دون أن تقلد النظام اليومي الذي تعودوا عليه في المدرسة.

2. لا تقسو على أطفالك أثناء الدراسة في المنزل. 

ما يعني أن تمنح أطفالك المراهقين والأكبر سنا الحرية اللازمة لكي يقرروا بأنفسهم المواد التعليمية التي يريدون العمل عليها و يختارون الترتيب الذي يناسب رغباتهم.

3. ضع في اعتبارك أن فترة الوباء تشكل عليهم وعليك عبئاً اضافياً. فإذا كانوا لا يرغبون في العلم في وقت ما،فعليك التحدث معهم عن مشاكلهم وهمومهم. صحيح أن وضع أوقات محددة وفق روتين يومي والحفاظ على هذه الأوقات أمر مفيد، ولكن لا تصرّ على التمسك بهذا الروتين إذا كان هذا الروتين يتعارض مع رغباتهم. 

4. اسمح لأطفالك بالتواصل مع أصدقائهم أثناء “التعلم عن بعد” وشجعهم على ذلك. فالتواصل مع الأصدقاء مهم جدا لأي عملية تعلم ناجحة والعلاقات الاجتماعية والمناقشات وتبادل الخبرات مع الأصدقاء يزيد من متعة التعلم.

5. تأكد من أن أطفالك لا يعتبرون التعلم إكراها. على العكس من ذلك. اجعل مهمة التعلم أمرا ممتعا بقدر الإمكان، من خلال ممارسة ألعاب الذاكرة أو الدومينو أو الاستفادة من الدروس الرقمية. كذلك، لا تنسَ أخذ اقتراحات أطفالك بعين الاعتبار و شجعهم على تقديم الاقتراحات. هذاكله جزء مهم من عملية التعلم وأسلوب ناجح لترغيبهم في أداء واجباتهم التعليمية.

6. اطلب من أطفالك يوميا توثيق كل ما تعلموه في هذا اليوم. إذا كان أطفالك في الصفوف الابتدائية، فيمكن أن يكون هذا التوثيق بواسطة بالصور. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، فيمكن أن يكون في شكل قوائم، في حين ينصح بالنسبة للمراهقين أن يكون هذا الأمر توثيقا رقميا.

7. اعرف أن العقل السليم في الجسم السليم وهذا يعني ضرورة أن يكون التعلم عملية نشطة من خلال التغذية الجيدة التي تطلق العنان لقدرات أطفالك الفكرية. مع ضرورة تحفيزهم على القيام بالتمارين الرياضية المنتظمة في الهواء الطلق إن أمكن أو دمج الحركة بمهام التعلم كالقفز أثناء التهجئة أو التصفيق بعد أداء الواجبات. كل ذلك يجعل عملية التعلم نشطة و ممتعة.

8. اترك مساحة كبيرة للجانب الإبداعي لعملية التعلم: دع أطفالك يتحدثون بشكل عام عن موضوع الدرس و الاهتمام بين الحين والآخر ببعض الهوايات مثل الرسم أو الموسيقى. فهذه الهوايات تساعد الطفل على الاسترخاء وأخذ استراحة قصيرة من الدرس ولو بشكل مؤقت.

9. عليك ضبط أوقات استخدام الوسائط لاسيما الهواتف المحمولة والكمبيوترات والوسائل الترفيهية كالتلفزيون.بالطبع، ستزيد الجائحة من استخدام أطفالك لهذه الوسائط، الأمر الذي قد يتطلب منك ضبط وتحديد استخدامها في أوقات محددة.

10. لا تتأخر عن الاتصال بالمعلمين والاستفسار  عن الواجبات المدرسية والمهام المنزلية و التدريبات. هذا الأسلوب مهم لاسيما إذا كنت غير قادر على التعامل مع الواجبات المنزلية التي تحددها المدرسة لأطفالك.

مواقع مفيدة للأطفال تساعدهم على “التعليم عن بعد”

إضافة إلى المعلومات التي نقدمها لكم في هذا الموقع. اخترنا لكم أدناه بعض المواقع المفيدة لأطفالك والتي استفدنا نحن منها من أجل إعداد النصائح التي قدمناها لكم. هذه المواقع تحتوي على معلومات ونصائح وطرق تعليمية ستثير بلا شك اهتمام أطفالك وتحفزهم على التعلم. فحسب احتياجات أطفالك،يمكن الاستفادة من المعلومات والصور المتوفرة في هذه المواقع.

https://www.wdrmaus.de/elefantenseite/

https://www.sandmann.de

https://www.kika.de/erwachsene/ueber-uns/auftrag/kikaninchenapp-100.html

https://www.kinderweltreise.de              

https://www.helles-koepfchen.de

https://www.studienkreis.de/infothek/webinare/

إذا كنت مهتما بتعليم أطفالك اللغة الإنجليزية، فعليك بالمواقع التالية: 

https://www.bbc.co.uk/bitesize

https://trusted.de/lernplattformen

https://lesejule.de/index.html

https://www.stern.de/digital/online/schulschliessung–das-sind-die-besten-lern-apps-fuer-schueler-9182424.html