حاليًّا، لا تشمل لجنة التطعيم الدائمة (STIKO) بشكلٍ عام الحوامل والأمهات المُرضِعات في توصيتها بأخذ التطعيم المضاد لمرض كوفيد-19 بسبب عدم توفُّر ما يكفي من البيانات العلمية. نُطلِعكم في هذا المقال عن أحدث ما توصَّل إليه البحث العلمي فيما يتعلق بإعطاء التطعيم الوقائي ضدَّ فيروس كورونا للحوامل.
ليس بالسهل على الحوامل الموازنة بين منافع التطعيم الوقائي ضدَّ فيروس كورونا ومخاطره. يعود ذلك في المقام الأول إلى أنَّه لا تتوفر إلى حدِّ الآن إلا بيانات محصورة جدًا بخصوص استخدام اللقاحات المضادَّة لمرض كوفيد-19 أثناء الحمل. لهذا السبب، لا توجد أيضًا في الوقت الراهن توصيةٌ عامة عن لجنة التطعيم الدائمة (STIKO) بمنح التطعيم الوقائي ضدَّ فيروس كورونا أثناء الحمل. بيد أنَّ STIKO تقوم في الوقت الحالي بمراجعةٍ منهجية للأدلة المتاحة حول مخاطر الإصابة بالمرض وفعاليَّة وأمان التطعيم لدى النساء الحوامل. بمجرد الانتهاء من هذه العملية، ستُبدي STIKO مرةً أخرى رأيها في ذلك الموضوع المهم.
معلومة مفيدة: لا يعني ذلك أنَّ STIKO تخشى خطرًا محددًا في حالة تلقيح النساء الحوامل، ولكن فقط أنَّ الوضع من منظور STIKO لا يمكن تقييمه بشكل كافٍ في الوقت الراهن. وتمَّ بالفعل بالبدء بدراسةٍ عالمية تجريها شركة بيونتِك على 4000 امرأة حامل، لكن ليس من المتوقع الحصول على نتائج قبل شهر آب/ أغسطس 2022.
تقييم المنافع والمخاطر في استشارة طبية
دائمًا ما يكون التطعيم قرارًا فرديًا – والأفضل هو أن يتمَّ اتخاذه بالتشاور مع طبيبتك أو طبيبك. الأسئلة المهمة قد تكون على سبيل المثال: هل هناك خطر كبير لإصابة الحامل بعدوى فيروس كورونا لكونها تعاني من أمراض سابقة؟ هل مخاطر التعرُّض لعدوى الفيروس كبيرة في محيطها الشخصي بحيث أنَّها لا تستطيع حماية نفسها منها بشكل كافٍ من خلال التدابير الموصى عمومًا؟
وقد يُعرَض على الحوامل أخذ التطعيم بعد تقييم المنافع والمخاطر وتوعيتهن بشكلٍ مُفصَّل على يد طبيبة أو طبيب، وخصوصًا إن كان الحوامل من ذوات الأمراض السابقة، وما يترتب عليها من خطر كبير للإصابة المرضية الشديدة بكوفيد-19، أو من المُعرَّضات بشكلٍ متزايد لمخاطر الإصابة بعدوى الفيروس بسبب ظروفهن الحياتية – عندئذٍ يُعطى لقاح رنا مِرسال (mRNA) بدايةً من الثلث الثاني من الحمل. معلومة أخرى مهمة: إنَّ أخذ التطعيم في توقيت لم يكن حدوث الحمل معروفًا فيه وبالتالي لما كان من الممكن وضعه بالاعتبار لا يشكل داعٍ من دواعي الإجهاض.
هل مسألة المسؤولية محسومة لدى تلقي الحوامل للتطعيم الوقائي ضدَّ فيروس كورونا؟
المسائل
القانونية الخاصة بالمسؤولية في كلِّ ما يتعلق بإعطاء التطعيم الوقائي ضدَّ فيروس كورونا للحوامل محسومة بنحوٍ قاطع بموجب المادة 60 من قانون الحماية من العدوى (IfSG): تدفع الدولة على قاعدة المادة 60 من قانون الحماية من العدوى تعويضًا عن الأضرار الصحية في إطار التطعيم ضدَّ كوفيد-19، حتى لو لم تكن هناك توصيةٌ بالتطعيم صادرة عموميًّا عن إحدى السلطات الحكومية بالولاية الاتحادية المعنية – وهذا يعني على وجه العموم أيضًا إذا لم تكن هناك توصيةٌ بالتطعيم صادرة عن STIKO. ويشمل ذلك، على سبيل المثال، القرارات المُتَّخذة على أساس كل حالة على حدة لدى تطعيم النساء الحوامل أو المُرضِعات أو اليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا دون توصية مُقتَرنة بدواعي
معينة.
كيف تتعامل الدول الأخرى مع هذا الموضوع؟
بعض الدول توصي عمومًا بتطعيم الحوامل بلقاحات الرنا المِرسال (mRNA)، كالولايات
المتحدة الأمريكية على سبيل المثال. في دولٍ أخرى مثل كندا أو فرنسا، أو حتى عن منظمة الصحة العالمية (WHO)، توجد في الوقت الحالي كما هو الحال في ألمانيا
توصيةٌ بمنح التطعيم للحوامل اللواتي يعانين من أمراض سابقة بعد موازنة الفوائد والمخاطر على المستوى الفردي.
التطعيم الوقائي ضدَّ فيروس كورونا في فترة الرضاعة
كذلك هو الحال بالنسبة للتطعيم أثناء فترة الرضاعة، إذ لا تشمله STIKO في الوقت الحالي بتوصيةٍ عامة بسبب عدم توفُّر ما يكفي من البيانات العلمية. ومع ذلك، ترى STIKO أنَّه من غير المُرجَّح على الإطلاق أن يُشكِّل تلقي الأم للتطعيم أثناء فترة الرضاعة خطرًا على رضيعها.
لا يوجد أي تأثير على الخصوبة
لا تزال الشائعات بأنَّ التطعيم الوقائي ضدَّ فيروس كورونا قد يؤثر على الخصوبة تنتشر على الإنترنت. هذه الأقوال كاذبة. لا يوجد أيُّ دليل على التسبُّب في العقم في التجارب السريرية المكثفة التي أجرِيَت قبل ترخيص اللقاحات.
المصدر: وزارة الصحة الألمانية
Bundesgesundheitsministerium